مدرسة الهجرة - ودعوة النبي صل الله عليه وسلم
لقدْ كانتِ الهجرةُ النبوية المبارَكة مدرسةً تُعلِّم الصبر والتوكُّل على الله تعالى، فلم تكن
طلبًا للراحة، ولا هربًا من العدوِّ، بل كانتْ تحمُّلاً لمشاقِّ الدعوة وأعبائها، وفوق هذا وذاك
كانتْ بأمرٍ من الله تعالى في وقت أشدَّ ما تكون البشريةُ في ذلك الزمن إلى هُدى
الإسلام ونوره، حيث أرسلَ الله - عزَّ وجلَّ - نبيَّه محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى
البشرية وهي أحوجُ ما تكون إلى دعوتِه الغرَّاء، دعوة الإسلام دِين الحَنِيفيَّة السَّمحاء،
وذلك بعدَ أنْ أصبح الكثيرُ مِن الناس في ظلمات الشرك والجهْل والكفر، فأرْسل الله عبدَه
ونبيَّه محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - هادمًا للأصنام، داعيًا إلى توحيدِ الله - عزَّ وجلَّ -
داعيًا إلى مكارمِ الأخلاق؛ قال الله - تعالى -: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ
جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158].
فجاء نبيُّ الرحمة - صلَّى الله عليه وسلَّم - داعيًا الناس إلى العفافِ والطُّهر، والخُلُق
الكريم والاستقامة، وصِلة الأرحام وحُسْن الجوار، والكفِّ عن المظالِم والمحارم، ويدعوهم
إلى التحاكُم إلى الكتاب العزيز، لا إلى الكهَّان وأمر الجاهلية، وكسْبِ المال من وجوه
الحلال، وإنفاقه في الطُّرق المشروعة والمباحة، وجعْل الناسِ كلِّهم أمامَ شريعة الله
سواءً، يَتفاضلون بالتقوى؛ قال الله - تعالى -: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا
وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى
اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 33].
ولقدْ دعا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الناس إلى هذا المعنى العظيم، وقام بهذا
الواجبِ الكبير، فدعا إلى دينٍ قويم يرقَى به الإنسانُ إلى أعْلى المنازل، ويسعد به في
الآخِرة سعادةً أبدية في النعيمِ المقيم، فاستجابتْ له القِلَّةُ المؤمنة المستضعَفة في
مكة، فسامَهم المشركون سوءَ العذاب، واشتدَّ الكربُ في مكة، وضُيِّق الخِناقُ على
المسلمين المستضعَفين.
لقدْ كانتِ الهجرةُ النبوية المبارَكة مدرسةً تُعلِّم الصبر والتوكُّل على الله تعالى، فلم تكن
طلبًا للراحة، ولا هربًا من العدوِّ، بل كانتْ تحمُّلاً لمشاقِّ الدعوة وأعبائها، وفوق هذا وذاك
كانتْ بأمرٍ من الله تعالى في وقت أشدَّ ما تكون البشريةُ في ذلك الزمن إلى هُدى
الإسلام ونوره، حيث أرسلَ الله - عزَّ وجلَّ - نبيَّه محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى
البشرية وهي أحوجُ ما تكون إلى دعوتِه الغرَّاء، دعوة الإسلام دِين الحَنِيفيَّة السَّمحاء،
وذلك بعدَ أنْ أصبح الكثيرُ مِن الناس في ظلمات الشرك والجهْل والكفر، فأرْسل الله عبدَه
ونبيَّه محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - هادمًا للأصنام، داعيًا إلى توحيدِ الله - عزَّ وجلَّ -
داعيًا إلى مكارمِ الأخلاق؛ قال الله - تعالى -: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ
جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158].
فجاء نبيُّ الرحمة - صلَّى الله عليه وسلَّم - داعيًا الناس إلى العفافِ والطُّهر، والخُلُق
الكريم والاستقامة، وصِلة الأرحام وحُسْن الجوار، والكفِّ عن المظالِم والمحارم، ويدعوهم
إلى التحاكُم إلى الكتاب العزيز، لا إلى الكهَّان وأمر الجاهلية، وكسْبِ المال من وجوه
الحلال، وإنفاقه في الطُّرق المشروعة والمباحة، وجعْل الناسِ كلِّهم أمامَ شريعة الله
سواءً، يَتفاضلون بالتقوى؛ قال الله - تعالى -: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا
وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى
اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 33].
ولقدْ دعا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الناس إلى هذا المعنى العظيم، وقام بهذا
الواجبِ الكبير، فدعا إلى دينٍ قويم يرقَى به الإنسانُ إلى أعْلى المنازل، ويسعد به في
الآخِرة سعادةً أبدية في النعيمِ المقيم، فاستجابتْ له القِلَّةُ المؤمنة المستضعَفة في
مكة، فسامَهم المشركون سوءَ العذاب، واشتدَّ الكربُ في مكة، وضُيِّق الخِناقُ على
المسلمين المستضعَفين.