مكة المكرمة مركز الأرض والكعبة المشرفة قبلة الخلائق
بقلم الدكتور صالح محمد عوض
العراق - جامعة بغداد - كلية العلوم – قسم علوم الأرض
أغلفة الأرض:
لنتأمل في هذا البحث المتواضع ونرى كم في الأرض التي نحيا عليها من آيات يغفل عنها الكثيرون ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ ﴾. ( الذاريات 20).
استناداًإلى المعلومات الزلزالية فإن الأرض من سطحها إلى مركزها تتكون من ثلاث أغلفة رئيسة, تشكل مع تقسيماتها الثانوية سبعة أغلفة (شكل-1), وتشير الآية الكريمة الآتية إلى أغلفة الأرض السبع:
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ (الطلاق:12)
وهذه الأغلفة هي:
1- قشرة الأرض:وهي الجزء الصلب الذي نعيش عليه, وهو متغير السمك, إذ يبلغ أعلى سمك له تحتالجبال, بينما يقل سمكه تحت المحيطات. حيث تقسم قشرة الأرض إلى قسمين هما:
أ) القشرة القارية: مادة صخرية صلبة متغيرة السمك, يتراوح معدل سمكها في المناطق القارية 30-40 كم, بينما يبلغ معدل سمكها تحت الجبال 70 كم.
ب) القشـرة المحيطية: هي تركيب صخري نحيفة السمك تغلف الأرض تحت مياه المحيطات وتحت القشرة القارية. غير متجانسة التركيب, معدل سمكها 6 كم.
2- جبة الأرض: وهي مادة سليكاتية معقدة التركيب ذا كثافة أعلى من كثافة صخور القشرة الأرضية, وهي في حالة لدنة بسبب درجات الحرارة والضغط الشديدين, كما تعتبر مصدر الحمم البركانية. تتكون من ثلاث أجزاء هي :
أ) الجبة العليا : وتمتد من تحت القشرة إلى إلى عمق 400 كم.
ب) النطاق الإنتقالي : يمتد من عمق 400 إلى 1000 كم.
ت) الجبة السفلى : وتمتد من عمق 1000 إلى 2900 كم.
3- لب الأرض: يتكون أساساًمن سبيكة من الحديد والنيكل وهو عبارة عن جزأين هما:
أ) اللب الخارجي : عبارة عن مادة سائلة, يمتد من عمق 2900 إلى 5080 كم.
ب) اللب الداخلي : عبارة عن مادة صلبة, يمتد من عمق 5080 إلى 6371 كم أي أن اللب الدخلي هو مركز الأرض.
شكل-1 : أغلفة الأرض السبعة.
لم يكن الغلاف الصخري للأرض (الذي نحيا عليه) كتلة واحدة بل يتكون من مجموعة قطع تسمى الصفائح الأرضية platesوقد وصف القرآن هذه الحقيقة العلمية من خلال الآية الكريمة:
﴿ وفي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ ( الرعد:4).
والقطع المتجاورات التي أشارت إليها الآية الكريمة هي تلك الصفائح الأرضية المتجاورة (شكل -2)التي أثبت وجودها العلم الحديث وهي النظرية السائدة الآن والتي تدرس في جميع جامعات العالم لأقسام الجيولوجيا. ومن أهم الصفائح الأرضية المعروفة نورد الأتي:
1- الصفيحة الأوربية –الآسيوية
2- الصفيحة الأفريقية
3- الصفيحة العربية
4- الصفيحة الهندية – الأسترالية
5- الصفيحة الأمريكية الشمالية
6- الصفيحة الأمريكية الجنوبية
7- صفيحة المحيط الهادي
8- الصفيحة القطبية الجنوبية
9- الصفيحة الكاريبية
10-الصفيحة الفلبينية
12- صفيحة سكوتيا
شكل-2 : الصفائح الأرضية المعروفة حالياً ( القطع المتجاورات التي أشارت اليها الأية الكريمة).
حركة الصفائح الأرضية
إن الصفائح الأرضية في حالة حركة مستمرة وهذه الحركة بطيئة لا يمكن ملاحظتها بالعين مباشرةً , ولكن يمن تحسسها أثناء الهزات الأرضية كما يمكن قياسها بواسطة أجهزة الليزر, إذ سجلت هذه الأجهزة معدل حركة بعض الصفائح الأرضية على أنها 1 ملم / سنة.
تتميز الصفائح الأرضية بثلاث أنواع رئيسة من الحركة: حركة تباعدية, وحركة تقاربية وحركة على مستوى واحد تسمى حركة تحولية. تمثل الحركة التباعدية حركة صفيحتين متجاورتين باتجاهين متعاكسين مبتعدتين عن بعضهما وغالباً ما يحصل هذا النوع من الحركة في أواسط قيعان البحار والمحيطات مسببة انفتاح وتوسع قاع المحيط, الذي يسمح في نهاية المطاف لمادة جبة الأرض بالانبثاق تحت سطح الماء, علماً أنها مادة سليكاتية منصهرة وفي درجات حرارية عالية مسببة تبخر كميات كبيرة من المياه بسبب الحرارة العالية. لقد صورت الآية الكريمة هذه الحقيقة العلمية بإيجاز بليغ:﴿ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ﴾( التكوير:6).
إن انفتاح قيعان المحيطات يمثل نوع من أنواع الزلازل يتبعه خروج الحمم البركانية , وهذه الحمم تتكون من مادة معقدة التركيب ذات كثافة عالية (أعلى من كثافة صخور القشرة الأرضية). لقد أشارت الدراسات إلى أن كثافة صخور مادة الجبة العليا تفوق كثافة صخور القشرة الأرضية ب 0.4 غم /سم3 حيث يزداد الفارق في الكثافة كلما نزلنا نحو أعماق الأرض. إذاً هنالك زلزال يتبعه خروج حمم ثقيلة مصدرها جبة الأرض, وقد تحدث القرأن الكريم مشيرأً إلى هذه الحقيقة العلمية:﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا. وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾(الزلزلة:1-2).
تشكل هذه الحمم المنبثقة تحت مياه المحيط سلاسل من الجبال البركانية التي تسمى حواجز وسط المحيط , بعضها يرتفع فوق سطح الماء مكوناً الجزر.إن ترافق الزلازل البراكين يمكن توضيحه بالشكل-3. أما الحركة التقاربية أي تلاقي الصفائح الأرضية فأنها تعني حركة أحد الصفائح الأرضية أو صفيحين متجاورين بحيث يقتربان من بعضهما , وبإستمرار عملية الأقتراب يحصل تصادم الصفائح, وباستمرار عملية التصادم تنزلق أحدى الصفيحتين أو كليهما إلى الأسفل وقد تنحدر إلى مسافة تفوق 100 كم ومن ثم يتغير تركيبها وتتحول إلى حالة أشبه بالمنصهرة بسبب تعرضها إلى حرارة الجبة, وهذه العملية تمثل تأكل
تابع
بقلم الدكتور صالح محمد عوض
العراق - جامعة بغداد - كلية العلوم – قسم علوم الأرض
أغلفة الأرض:
لنتأمل في هذا البحث المتواضع ونرى كم في الأرض التي نحيا عليها من آيات يغفل عنها الكثيرون ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ ﴾. ( الذاريات 20).
استناداًإلى المعلومات الزلزالية فإن الأرض من سطحها إلى مركزها تتكون من ثلاث أغلفة رئيسة, تشكل مع تقسيماتها الثانوية سبعة أغلفة (شكل-1), وتشير الآية الكريمة الآتية إلى أغلفة الأرض السبع:
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ (الطلاق:12)
وهذه الأغلفة هي:
1- قشرة الأرض:وهي الجزء الصلب الذي نعيش عليه, وهو متغير السمك, إذ يبلغ أعلى سمك له تحتالجبال, بينما يقل سمكه تحت المحيطات. حيث تقسم قشرة الأرض إلى قسمين هما:
أ) القشرة القارية: مادة صخرية صلبة متغيرة السمك, يتراوح معدل سمكها في المناطق القارية 30-40 كم, بينما يبلغ معدل سمكها تحت الجبال 70 كم.
ب) القشـرة المحيطية: هي تركيب صخري نحيفة السمك تغلف الأرض تحت مياه المحيطات وتحت القشرة القارية. غير متجانسة التركيب, معدل سمكها 6 كم.
2- جبة الأرض: وهي مادة سليكاتية معقدة التركيب ذا كثافة أعلى من كثافة صخور القشرة الأرضية, وهي في حالة لدنة بسبب درجات الحرارة والضغط الشديدين, كما تعتبر مصدر الحمم البركانية. تتكون من ثلاث أجزاء هي :
أ) الجبة العليا : وتمتد من تحت القشرة إلى إلى عمق 400 كم.
ب) النطاق الإنتقالي : يمتد من عمق 400 إلى 1000 كم.
ت) الجبة السفلى : وتمتد من عمق 1000 إلى 2900 كم.
3- لب الأرض: يتكون أساساًمن سبيكة من الحديد والنيكل وهو عبارة عن جزأين هما:
أ) اللب الخارجي : عبارة عن مادة سائلة, يمتد من عمق 2900 إلى 5080 كم.
ب) اللب الداخلي : عبارة عن مادة صلبة, يمتد من عمق 5080 إلى 6371 كم أي أن اللب الدخلي هو مركز الأرض.
شكل-1 : أغلفة الأرض السبعة.
لم يكن الغلاف الصخري للأرض (الذي نحيا عليه) كتلة واحدة بل يتكون من مجموعة قطع تسمى الصفائح الأرضية platesوقد وصف القرآن هذه الحقيقة العلمية من خلال الآية الكريمة:
﴿ وفي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ ( الرعد:4).
والقطع المتجاورات التي أشارت إليها الآية الكريمة هي تلك الصفائح الأرضية المتجاورة (شكل -2)التي أثبت وجودها العلم الحديث وهي النظرية السائدة الآن والتي تدرس في جميع جامعات العالم لأقسام الجيولوجيا. ومن أهم الصفائح الأرضية المعروفة نورد الأتي:
1- الصفيحة الأوربية –الآسيوية
2- الصفيحة الأفريقية
3- الصفيحة العربية
4- الصفيحة الهندية – الأسترالية
5- الصفيحة الأمريكية الشمالية
6- الصفيحة الأمريكية الجنوبية
7- صفيحة المحيط الهادي
8- الصفيحة القطبية الجنوبية
9- الصفيحة الكاريبية
10-الصفيحة الفلبينية
12- صفيحة سكوتيا
شكل-2 : الصفائح الأرضية المعروفة حالياً ( القطع المتجاورات التي أشارت اليها الأية الكريمة).
حركة الصفائح الأرضية
إن الصفائح الأرضية في حالة حركة مستمرة وهذه الحركة بطيئة لا يمكن ملاحظتها بالعين مباشرةً , ولكن يمن تحسسها أثناء الهزات الأرضية كما يمكن قياسها بواسطة أجهزة الليزر, إذ سجلت هذه الأجهزة معدل حركة بعض الصفائح الأرضية على أنها 1 ملم / سنة.
تتميز الصفائح الأرضية بثلاث أنواع رئيسة من الحركة: حركة تباعدية, وحركة تقاربية وحركة على مستوى واحد تسمى حركة تحولية. تمثل الحركة التباعدية حركة صفيحتين متجاورتين باتجاهين متعاكسين مبتعدتين عن بعضهما وغالباً ما يحصل هذا النوع من الحركة في أواسط قيعان البحار والمحيطات مسببة انفتاح وتوسع قاع المحيط, الذي يسمح في نهاية المطاف لمادة جبة الأرض بالانبثاق تحت سطح الماء, علماً أنها مادة سليكاتية منصهرة وفي درجات حرارية عالية مسببة تبخر كميات كبيرة من المياه بسبب الحرارة العالية. لقد صورت الآية الكريمة هذه الحقيقة العلمية بإيجاز بليغ:﴿ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ﴾( التكوير:6).
إن انفتاح قيعان المحيطات يمثل نوع من أنواع الزلازل يتبعه خروج الحمم البركانية , وهذه الحمم تتكون من مادة معقدة التركيب ذات كثافة عالية (أعلى من كثافة صخور القشرة الأرضية). لقد أشارت الدراسات إلى أن كثافة صخور مادة الجبة العليا تفوق كثافة صخور القشرة الأرضية ب 0.4 غم /سم3 حيث يزداد الفارق في الكثافة كلما نزلنا نحو أعماق الأرض. إذاً هنالك زلزال يتبعه خروج حمم ثقيلة مصدرها جبة الأرض, وقد تحدث القرأن الكريم مشيرأً إلى هذه الحقيقة العلمية:﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا. وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾(الزلزلة:1-2).
تشكل هذه الحمم المنبثقة تحت مياه المحيط سلاسل من الجبال البركانية التي تسمى حواجز وسط المحيط , بعضها يرتفع فوق سطح الماء مكوناً الجزر.إن ترافق الزلازل البراكين يمكن توضيحه بالشكل-3. أما الحركة التقاربية أي تلاقي الصفائح الأرضية فأنها تعني حركة أحد الصفائح الأرضية أو صفيحين متجاورين بحيث يقتربان من بعضهما , وبإستمرار عملية الأقتراب يحصل تصادم الصفائح, وباستمرار عملية التصادم تنزلق أحدى الصفيحتين أو كليهما إلى الأسفل وقد تنحدر إلى مسافة تفوق 100 كم ومن ثم يتغير تركيبها وتتحول إلى حالة أشبه بالمنصهرة بسبب تعرضها إلى حرارة الجبة, وهذه العملية تمثل تأكل
تابع