احباء فى الله

مرحبا بك عزيزى الزائر يسعدنا وجودك معنا بين اخوانك واخواتك فى منتدى احباء فى الله

كما يسعدنا انضمامك لاسرتنا الغالية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

احباء فى الله

مرحبا بك عزيزى الزائر يسعدنا وجودك معنا بين اخوانك واخواتك فى منتدى احباء فى الله

كما يسعدنا انضمامك لاسرتنا الغالية

احباء فى الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
احباء فى الله

    الجبال اسرار واعجاز

    حبيبه الرحمن
    حبيبه الرحمن
    المدير العام


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 03/12/2010
    العمر : 48
    الموقع : مصر

    الجبال اسرار واعجاز  Empty الجبال اسرار واعجاز

    مُساهمة من طرف حبيبه الرحمن الجمعة 15 نوفمبر 2013, 5:36 pm

    الجبال.. أسرار وإعجاز
    د. هارون أحمد محمد

    أشار القــرآن الكــريم وحي الله الذي نزل على خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم إلى حقيقة علمية في عدد من آياته ألا وهى ظاهرة الجبال التي توجـد على سطح الأرض والتي أمرنا الخـالق بأن ننظر في آياته الكونيــة لنزداد هـدى وبصيرة {
    قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ…
    } (العنكبوت: 20) وذكر الله في كتابه الجبال في كثير من الآيات (49 آية صريحة) شكلا ووظيــفة وأنها تسجــد لله شأنها شأن المخلوقات الأخرى من شمس وقمر ونجوم وشجـر ودواب وإنسان {
    أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِى السَّمَوَاتِ وَمَن في الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ …
    } (الحج: 18)، وكل مخـــلوق يسبح الله بطريقته {
    وَإن مِّن شَيْءٍ إلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ
    } (الإسراء: 44) وهذه الحقيقة العلمية لشكل ووظيفة الجبال لم يستطع الإنسان أن يصل إليها كحقيقة معروفة إلا بعد التقدم والتطور العلمي والتقني الهائل الذي حدث في الفترة الأخيرة من عمر البشرية.

    والإنسان منذ القدم عرف الجبال وعاش في أكنافها وتعامل معها واستفاد منها ومن مكوناتها، وعرف الجبل بأنه كلما علا عن سطح الأرض واستطال وتجاوز التل ارتفاعا ومع مرور الزمن وتقدم الإنسان من قرن إلى قرن، فتن الإنسان بالجبال والذي جذبه إليها ما تحتويه من منافع واكتفى بمعرفتها ظاهريا حتى بداية القرن الثامن عشر فبدأ يبحث في نشأة الجبال وتكوينها في بدايات القرن التاسع عشر من أعمال مسح جيولوجي ودراسات جيولوجية إلى أن وصل إلى أن هناك امتدادات لهذه الجبال الهائلة في جوف القشرة الأرضية إلى مسافات عميقة وأن هذه الامتدادات إما أن تكون من نفس مادة الجبال البارزة أو أكثر كثافة منها وهى بعبارة أخرى وجود جذور Roots لهذه الجبال ممتدة أسفل منها كما هو مبين بالشكل رقم (1)، وكل بروز على سطح الأرض له امتداد يخترق الغلاف الصخري للأرض بنسبة 01: 15 ضعف ارتفاعه فوق سطح الأرض.

    حيث يمتد تحت الجبل جذر منغرس في مادة الوشاح ويرجع التوازن بينتهما إلى زيادة الكثافة تحت المحيط في القارة.



    وفى منتصف القرن التاسع عشر افترض أحد العلماء أن القشرة الأرضية وما عليها من جبال لا تمثل إلا جزرا طافية على بحر من صخور ذات كثافة عالية وبناءا على ذلك فلا بد للجبال لضمان ثباتها واستقرارها على هذه المادة الأكثر كثافة أن تكون لها الجذور التي ذكرناها، والقرآن الكريم قد وجه الإنسان إلى تلك الحقيقة من خلال الآية الكريمة {
    وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا
    } (النبأ: 7)، إلا أن معرفة هذه الحقيقة ما كان متيسرا في القرون الماضية التي سبقت الكشوف العلمية الحديثة فأشارت هذه الآية الكريمة إلى الشكل الحقيقي للجبل وجذره الخفي الممتد أسفل منه وذلك في هاتين الكلمتين الواضحتين، وهذه الجذور هي التي مكنت الجبال من الانتصاب على القشرة الأرضية وهو أمر كان موضع عناية القرآن الكريم حين قال الله تعالى: {
    أَفَلا يَنظُرُونَ إلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ٭ وَإلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ٭ وَإلَى الجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ
    } (الغاشية: 17 ـ 19).




    ومع تطور العلوم انتقل موضوع جذور الجبال من المرحلة النظرية إلى واقعٍ ملموسٍ بفضل من الله وبمعرفة تركيب الأرض الداخلي عن طريق القياسات السايزمية التي كشفت أن القشرة الأرضية الصلبة التي نعيش عليها لا تمثل إلا طبقة رقيقة جدا قياسا بما تحتها من طبقات أخرى أعلى كثافة منها وهى الوشاح Mantle (كثافته 3.3)، ثم عرف الدارسون لعلم الأرض والجبال حقيقة اتزان القشرة الأرضية Isostasy رغم ما تحمله من جبال وتلال ووديان وأن هذا الاتزان لا يتم إلا من خلال امتدادت من مادة القشرة داخل نطاق الوشاح والتي لا يمكن أن تمثل عمليا إلا بدور الأوتاد في تثبيت الخيمة على سطح الأرض لضمان ثباتها وعدم اضطرابها وهذه الامتدادت (الجذور) تحت السطحية تتناسب طرديا مع ما يعلو الأرض من تراكيب فهي جذور ضحلة في حالة المنخفضات وعميقة في حالة الجبال العالية لكي يحدث الاستقرار على هذه الأرض الذي أشار إليه القرآن (قرارا) في قوله تعالى {
    أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ البَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ
    } (النمل: 61)، وإلى هذا الاتزان وعدم الاضطراب أشار كتاب الله ـ عز وجل ـ في أكثر من عشر آيات بلفظ (رواسي) أى إرساء الأرض بالجبال بإيجازه المعجز قبل ما يزيد عن أربعة عشر قرنا من الزمان عندما قال تعالى: {
    وَأَلْقَى فِى الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
    } (النحل: 15)، {
    وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ
    } (الحجر: 19)، {
    وَهُوَ الَّذِى مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنْهَارًا …
    } (الرعد: 3)، {
    وَجَعَلْنَا فِى الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلاً لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ
    } (الأنبياء: 31)، {
    وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا …
    } (فصلت: 10)، {
    وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتً
    ا} (المرسلات:27)، {
    وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
    } (ق: 7)، {
    خَلَقَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ …
    } (لقمان:10)، مشيرا إلى ما خفي على الإنسان من دور ووظيفة الجبال في ثبات واستقرار الأرض لتصبح صالحة للعمران ويعيش عليها هذا الإنسان ليعمرها كما أنها وسيلة لتثبيت الأرض في دورانها حول محورها أمام الشمس.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 28 مارس 2024, 1:29 pm